لماذا لا تحب عملك؟

عمري ٣٣ سنة الآن وإن كنت متيقن من شيء واحد فهو أن رحلة معرفة الذات واكتشافها هي رحلة طويلة ومتشعبة وكلما تعمقت أكثر كلما وصلت إلى مستويات جديدة وبدأت تحتار فيما هو الطريق المناسب لك في هذه الحياة، ومع كل حيرة تنتج تجربة ومعرفة وتقترب اكثر لرسالتك في الحياة، أنا مثلاً منذ مراحل مبكرة اكتشفت حبي للكتابة والحديث والتعليم، وبعد سلسلة من الأحداث قد أفصل فيها لاحقاً ضحيت بسنوات من عمري وحولت لتخصص إدارة الأعمال وعملت كمعيد في كلية إدارة الأعمال جامعة أم القرى، وبعد حصولي على الماجستير في ريادة الأعمال وجدت نفسي في مفترق طرق لأي تخصص فرعي في ريادة الأعمال سأكمل فيه دراستي في الدكتوراه ولازلت حتى الآن عند هذا المفترق، خلال هذه السنوات جربت التدريس الجامعي وجربت التدريب ووجدت عندي ميلاً لأحدهما دون الآخر، في مرحلة من حياتي جربت العمل الأكاديمي والعمل في القطاع الخاص ووجدت ميلاً في نفسي لأحدهمها دون الآخر، جربت أن أمتلك عملاً خاصاً ووجدت احساساً مختلفاً عما توقعته، وطالما أنا أتنفس الهواء سأظل أجرب وأتشعب وأتعرف على نفسي أكثر وأكثر، والذي ساعدني على الانطلاق والتجارب السابقة هو اتخاذي القرار الصحيح بالتحويل للتخصص المناسب لرغبتي وشغفي وقدراتي منذ البداية وهو إدارة الأعمال ومن ثم ريادة الأعمال، وأعتقد لو كنت في تخصص آخر لكانت الرحلة أصعب وأطول على نفسي منها الآن ولربما كنت من أتعس خلق الله على الأرض لو أكملت في تخصص الهندسة والذي كانت أتعس ٣ سنوات في حياتي فيه،كيف تجرأت وغيرت التخصص وضحيت بهذه السنوات الثلاث؟ ببساطة قررت أنني لا أرغب بأن أعيش بقية حياتي بتعاسة بسبب قرار خاطيء قررته قبل ٣ سنوات، واستشرت واستخرت الله وحولت وكان قرار صائب ولله الحمد والمنة لم أندم عليه بتاتاً.

للأسف كثير منا نعيش بناء على مخططات وتوقعات الآخرين لنا، والآخرين هنا أقصد الوالدين و الأصدقاء و المحيط الاجتماعي، مثلاً عند اختيار التخصص الجامعي تجدنا لا نلقي بالاً لما نريده أو ما نتقنه أو ما نعشق عمله وبدلاً من ذلك نختار تخصصنا بناء على رغبة والدانا والتي في الغالب ستكون الطب أو الهندسة أو الحاسب، أو بناء على التخصصات التي اختارها اصدقائنا والتي في الغالب حددت من قبل آبائهم، أو من قبل محيطنا الاجتماعي فالعائلة التي أغلب أفرادها أطباء سنرى أن أفرادها ينشئون وفي ذهنهم الاختيار الوحيد المنطقي أن يكون طبيباً.

الآن ما المشكلة في طريقة التفكير هذه ؟ المشكلة هي أنها تحرم الشخص من فرصة لعيش حياة أفضل فيما لو اختار ما يناسبه من تخصص أو مهنة، ليس ذلك وحسب بل تحرم المجتمع أيضاً مما يمكن أن يقدمه شخص متميز في مجاله لديه كل القدرات والامكانات ليضيف لهذا العلم أكثر مما يأخذ منه، عندما يكون لدينا جيل كامل من الأطباء دخلوا الطب ليس بدافع حب الطب ومساعدة الناس وعشقهم وحبهم لهذه المهنة ولكن فقط لأنها اختيار والدهم أو محيطهم الاجتماعي، ستكون المحصلة هي أطباء متوسطي المستوى أو حتى دون المستوى المطلوب، دخلوا لهذه المهنة تحصيل حاصل للأسباب أعلاه وربما لأسباب مادية بحتة وتخيل معي حياة هذا الطبيب المسكين الذي يقضي جل عمره في مهنة لا يحبها ولم يُخلق لها ويقضي أغلب ساعات يومه في مكان لا يحبه فقط من أجل المكانة أو المال أو الطريق المرسوم له؟ تخيل معي نفس هذه السيناريو في بقية مجالات الحياة مهندسين متوسطي المستوى ومعلمين متوسطي المستوى وغيرها من المهن، كيف سيكون حال مجتمع مبني من هكذا أفراد؟ بالطبع مجتمع متخلف لا يقدم الكثير للعالم.

الآن أنا أعي تماماً وأنا أكتب هذه السطور أن المجتمع الذي كل أفراده لديهم شغف ويعرفون قدراتهم وما يريدونه في هذه الحياة وكل شخص يعمل فيما يحسن ويحب هي صورة مثالية أفلاطونية ومستحيلة التحقق على أرض الواقع، ولكن غرضي الأساسي من الكتابة هو تقتنع أنت يا من تقرأ هذه السطور – والذين أفترض أن عددهم لن يتجاوز العشرة أشخاص – أن حياتك القادمة تستحق منك أن تعيد التفكير في نفسك، في حياتك الحالية، في عملك إن كان لك عمل، في اختيارك لتخصصك الجامعي إن كنت في آخر فصل في المرحلة الثانوية، أن تتفكر قليلاً مع نفسك لم خلقك الله على هذه الأرض؟ وما هي رسالتك في الحياة؟ وما هي الأشياء التي تستمتع بعملها الآن؟ وإن لم تجد شيئاً تستمتع بالقيام به الآن عد بالذاكرة عندما كنت صغيراً يافعاً ماهي الأمور التي كنت تستمتع بالعمل بها؟ وكيف يمكن أن تكون هذه الأمور هي مصدر رزقك أو على الأقل مصدر متعتك في الوقت الحالي في أوقات فراغك، والتي من الممكن أن تضيف للعالم الكثير عندما تقرر أن تختار بنفسك ما يناسبك وتستطيع الإبداع فيه.

هناك كتابان أنصح بقرائتهما لمن أراد أن يستكشف طريقه لاختيار تخصص أو مهنة أو عمل يناسبه الأول هو كتاب “ثاني لفة يمين” لطبيب الأسنان الذي ترك الطب واتجه للإدارة الدكتور أمجد الجنباز ويعتبر كتاب خفيف لطيف يستخدم الأسلوب القصصي لشرح كثير من المفاهيم والطرق لتصل للمهنة المناسبة لك في الحياة، و كتاب “الإتقان” لروبرت غرين وهو كتاب أطول قليلاً ولكنه ممتع ومفيد جداً في معرفة الشغف والرسالة في الحياة.

أعدك بأن رحلتك للبحث عن رسالتك ستكون أمتع رحلة لك في الحياة ونتائجها تستحق كل ثانية قضيتها فيها.

حسن محمد باتي
٠٨:٠٨م
الإثنين ٤ يناير ٢٠٢١

خسائر الماضي أرباح المستقبل

كثيراً ما نتحدث عن خسارتنا لشيء ما، خسارتنا لفرصة وظيفية مثلاً، أو خسارتنا لقبول في جامعة، أو خسارتنا لسنوات عمرنا في مشروع فاشل سواء كان مشروع تجاري أو زواج أو علاقة أو كتاب أو غيره من المشاريع، وفي الغالب عند الحديث عن الخسارة يكون الحديث مشوب بكثير من مشاعر الغضب أوالندم أوالحزن أو بها كلها مجتمعة، ولكن السؤال الذي يجب أن نسأله أنفسنا عند التفكير في “الخسارة” هو هل فعلاً كانت خسارة؟ هل هذا المشروع أو الزواج أو الوظيفية أو الجامعة أو العلاقة أو غيرها من الأشياء التي نعدها خسارة، كانت خسارة ١٠٠٪؟ هل فعلاً كل الوقت والجهد والمشاعر والمال الذي استثمرته كان العائد منه يساوي صفر، أم أن هناك عائد غير الذي كنت أتوقعه وأرجوه، عائد غير ملموس لم أنتبه له بعد.

في الحقيقة فإن توقعاتنا عن الناتج أو المحصلة النهائية للتجربة هي ما تعطينا تصور الخسارة، فعندما ندخل مشروع بهدف الربح المادي مثلاً وبعد استثمارنا لجهد بدني وساعات عمل طويلة وأموال شخصية ويفشل المشروع الذي كنا نتوقع منه مكسب مادي نقول لقد خسرنا، وننظر للتجربة كاملة كخسارة لو عاد بنا الزمن لتجنبنا خوضها من البداية، ولكن لنعيد النظر مرة أخرى ونحاول حساب العوائد غير المادية أو الحسية من هذا المشروع، فمثلاً ما مقدار المعرفة التي اكتسبتها في هذا المجال بدخولك لهذا المشروع؟ وكم علاقة عمل جمعتك بأشخاص رائعين لم تكن لتلتقي بهم لولا عملك في هذا المشروع؟ هل حصلت على أصدقاء للعمر خلال هذه التجربة؟ أنا شخصياً من تجربة دراسة غير ناجحة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن خرجت بصديق من أعز أصدقائي والذي عرفني على قريب له ونحن الآن أصدقاء منذ ١٤ سنة على الأقل، ولو لم أخرج من هذه السنة كاملة إلا بهذين الصديقين لكفتني ولعددتها تجربة رابحة، وتجربة عمل أخرى لم تستمر أكثر من ٤ أشهر وتعلمت منها الكثير الكثير ولكن أعز ما فيها كان صديق قريب عزيز تعرفت إليه في الرحلة ومعرفته كنز بالنسبة لي، في الحقيقة في كلتا التجربتين الفوائد التي خرجت منها لا تحصى عندما أراجعها الآن ولكن لغرض الإيجاز ذكرت أكثر ما أعتز به من هاتين التجربتين، والأمثلة في بالي وأنا أكتب الآن كثيرة كلها تجارب في وقت ما من حياتي كنت اعدها خسارة لي والآن أجدها العكس تماما.

أحياناً فنجان قهوة أو شاي وجلسة تأمل نراجع فيها خسائرنا قد تقلب لنا خسائرنا لأرباح ونكتشف درر وجواهر لم ننتبه لها قبل الآن، وما ظنناه يوماً ما خسارة كلفتنا أعمارنا تتحول لنعمة نمتن لحصولها ونشكر الله عليها صبح مساء.

حسن محمد باتي
٠٥:١٨ ص
٤ يناير ٢٠٢١

لولا الخلوة ساد الناس كلهم

لدي إعتقاد شخصي أن كثير من الفضل فيما وصلت إليه الحضارة الإنسانية في هذا العصر يعود لنشاطين إثنين وهما التواصل البشري الفعال والخلوة مع الذات، التواصل البشري الفعال أقصد به جميع أشكال التواصل البشري التي تكون مبنية على الإحترام وحسن الظن، وإختياري لهذين العنصرين لأن تواصل أي شخصين في غياب الإحترام أو وجود سوء الظن سيؤدي إما إلى عدم الإنصات أو محاولة تفسير الكلام أو الإشارة بغير ما أراد الشخص مما يؤدي إلى عدم الإستفادة القصوى من هذا التواصل. وما أقصده بالخلوة مع الذات أن بعد أي تفاعل بشري يحتاج الشخص للخلوة مع نفسه للتفكير والتدبر فيما وصله من معلومات أو أفكار مما سيؤدي إما إلى فكرة أخرى أو فعل آخر ينفع البشرية -أو يضرها-.

الغريب في الأمر، أننا في هذا العصر ونحن في قمة الحضارة البشرية – أو هكذا نظن على الأقل – بنمط الحياة الحالي ومع مئات الملايين أو مليارات من البشر على مواقع التواصل الإجتماعي نكاد نخسر الإثنين معاً، نظرة سريعة على النقاشات في تويتر أو ما ينشره الغالبية من الناس على انستجرام أو سناب شات أو تعليقات اليوتيوب مثلاً نجد أنه يوجد تواصل بشري غير فعال – أو سلبي – في كثير من الأحيان، فلا الهدف منه تبادل الأفكار والآراء ومحاولة التعلم من الآخر بل على العكس، فأساسه محاولة الترويج والتسويق للذات والتقليل من الآخر أو تشويه فكره والطعن في نواياه – التي لا يعلمها حقاً إلا الله. وبالطبع فيما يخص الخلوة مع الذات، فلا يخفى على الجميع كيف أن الغالبية العظمى من الناس ما أن يجد نفسه لوحده حتى يهرب إلى هاتفه يقلب بين الشبكات “الإجتماعية” خوفاً من الخلوة مع نفسه ولو لدقائق معدودة.

أعلم أن الحضارة البشرية وصلت لما وصلت إليه بفضل قلة من الأشخاص في كل زمان وأمة هم من يعول عليهم، ومما يدعو للتفاؤل أنه في الفترة الأخيرة هناك الكثير من الأصوات التي تدعو إلى الإستخدام الواعي للشبكات الإجتماعية وتدعو الناس لقضاء المزيد من الوقت بعيداً عن الشبكات الإجتماعية فيما يمكن أن يكون خلوة مع الذات.

الخلوة مع الذات لا تعني الخلوة الفعلية في غرفة أو مكان ناء، بل من الممكن أن تكون في مكان مزدحم ولكن المهم أن تكون منغمس مع نفسك تراجع أفكارك وتقلبها يمنة ويسرة، فقد تكون على شكل نصف ساعة مثلاً في ممشى الحي أو على شاطيء البحر، أو قد تكون مع فنجان من القهوة الشقراء أو كوب من القهوة السوداء أو كأس صغير الحجم من الكورتادو في مقهى محلي هادئ أو في وسط مول تجاري ضخم، أحياناً قد تكون تحت الدش أو على مقعد الحمام – أعزكم الله – إذا تركت الجوال في الخارج.

وبالحديث عن خلوة الحمام أذكر صديقاً ونحن نعمل على أحد المشاريع كلما واجهتنا معضلة كنا نتوقف عن العمل لبرهة وبعد أن يذهب للحمام -أجلكم الله- يخرج وقد أتى بالحل الذي لم يخطر لنا على بال طيلة المناقشة، وبالرغم من أن الموضوع مضحك فالتفسير الوحيد الذي خطر على بالي أن الخلوة مع الذات -ولو لمدة قصيرة- لمعالجة المعلومات التي امتلأ بها الدماغ جراء التواصل البشري الفعال تؤتي ثمارها فعلاً.

كيف ترفع إنتاجيتك بإستخدام تقنية الطماطم؟

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ فترة أود الكتابة عن أحد التقنيات التي ساعدتني على رفع إنتاجيتي بشكل عظيم، واليوم حديثي عن تقنية الطماطم أو كما يسميها مبتكرها الإيطالي فرانشيسكو تشيريلو:  بومودورو تيكنيك “Pomodoro Technique”.

تقنية الطماطم: هي طريقة تساعدنا على رفع إنتاجيتنا لأقصى درجة ممكنة بتقسيم العمل الذي نقوم به إلى عدة جلسات مركزة يفصل بينها استراحة قصيرة.

 نأخذ مثال لتضح الصورة:

لديك واجب جامعي أو مدرسي أو عمل ما تقوم به ولنفرض مثلاً أنه سيأخذ منك ساعتان كاملة في حالة جلست عليه جلسة واحدة كاملة بتركيز كامل، غالباً جلوسك للعمل عليه دفعة واحدة سيكون مرهق جداً عليك خاصة في هذا الزمن ومع كثرة المشتتات ستفقد تركيزك لا محالة، وستتوقف تارة للتأكد من بريدك الإلكتروني وتارة لتفقد تويتر وأخرى لمكالمة جوال إلى آخره… والذي يحدث حقيقة أن الواجب الذي كان من الممكن أن يأخذ ساعتان يتمدد ويأخذ ٥ أو ٦ ساعات مع كثرة التشتيت وعدم التركيز، والأدهى من ذلك أنك في كل مرة ينقطع تركيزك بسبب أحد المشتتات وتعود للتكملة ستحتاج لعدة دقائق ليعود تركيزك، والجودة النهائية للعمل ستكون أقل مما لو إستخدمت هذه التقنية في الغالب.

بالطريقة التي إبتكرها صديقنا فرانشيسكو ستقوم بالتالي، ستأتي بساعة منبه وتقرر أنك ستذاكر لمدة ٢٥ دقيقة بدون أي إنقطاع مع إبعاد كافة المشتتات أهمها الجوال و يفضل وضعه على الصامت خارج الغرفة، وبعد ذلك تأخذ ٥ دقائق راحة تعمل فيها ما تريد مثلا: تذهب للحمام (أكرمكم الله) أو تجري مكالمة بالجوال أو غيرها، ثم تعيد الكرة ثانيةً ٢٥ دقيقة مذاكرة بدون أي إنقطاع و٥ دقائق راحة حتى تنتهي تماماً من الواجب أو العمل الذي بين يديك.

هناك بعض النقاط المهمة لكي تستفيد من هذه التقنية:

  • الإلتزام التام بالعمل الذي تقوم به بدون إنقطاع وعندما تتذكر أي شئ يجب أن تقوم به فقط إكتبه على ورقة بجانبك حتى لا تظل تفكر فيه بدلاً من التركيز على ما أمامك من عمل.
  • ابعد جوالك عنك او ضعه على الصامت ولا تتفحص إيميلك أو الشبكات الإجتماعية أو أي شيء آخر خلال دقائق العمل ستجد أن تركيز ك على ما تقوم به جداً عالي.
  • والآن انتهت الخمس وعشرون دقيقة التي حددتها للعمل ورن جرس المنبه لديك ٥ دقائق إعمل فيها ما تريد سواء فحص البريد الإلكتروني أو الشبكات الإجتماعية أو عمل إتصال أو غيرها مما تعتقد أن عليك القيام به.
  • هناك أمر أضافي آخر وهو أن تكون بجانبك ورقة وتسجل فيها عدد الجلسات، يعني مثلاً إذا كان الواجب الذي تعمل عليه أخذ منك ٤ جلسات عمل وجلسة العمل لديك هي ٢٥ دقيقة ستعرف فيما بعد أن مهمة كهذه ستأخذ منك غالبا ساعتان من العمل، أي أنك ستنمي لديك القدرة للتنبئ بالوقت الذي ستسغرقه كل مهمة في المستقبل.

هل يجب أن تكون الجلسة ٢٥ دقيقة والراحة ٥ دقائق؟

بالطبع لا فكل شخص حر في تحديد جلسة العمل وفترة الراحة، بالعادة لكل شخص منا حد معين يستطيع فيه أن يبقى مركزاً قبل  أن يتشتت من الممكن أن تكون جلسة العمل ٣٥ أو ٤٥ دقيقة وفترة الراحة ٥ او ١٠ دقائق مثلاً كل هذا يعتمد عليك أنت وعلى قدرتك على التركيز والإنتباه، ولكن عادة ينصح بالبدء بـ٢٥ دقيقة عمل و٥ دقائق راحة وكلما تعودت واستطعت التركيز خلال كامل جلسة العمل (٢٥ دقيقة) يمكن زيادتها إلى ٣٠ ثم ٣٥ ثم ٤٠ وهكذا مع الوقت سترى أن فترة الإنتباه لديك ستزيد مع الوقت، يفضل أيضاً كل ٣ أو ٤ جلسات عمل مثلاً أخذ إستراحة طويلة لمدة ثلث ساعة أو نصف ساعة لإعادة شحن الطاقة لديك لتعود بكامل تركيزك.

هل يجب علي أن أستخدام ساعتي أو جوالي وورقة وقلم لتسجيل الجلسات؟

لا، هناك الكثير من البرامج الموجودة سواء للجوالات أو على الكمبيوتر مصنوعة خصيصاً للعمل بتقينة الطماطم تساعدك على تحديد جلسة العمل وجلسة الراحة وتحسب لك عدد جلساتك لكل عمل تقوم به وبمجرد بحثك عن “Pomodoro Technique” ستظهر لك هذه البرامج، أنا شخصياً ومنذ سنين أستخدم برنامج foucs booster به العديد من المميزات وجداً مريح وسهل في الإستخدام، وفي الأخير لست ملزم عزيزي القاريء بإستخدامه يمكنك البحث واستخدام اي برنامج يناسبك أو يمكنك استخدام جوالك او منبهك الخاص ورصد الجلسات وعددها في ورقة خارجية، المهم أن لا تكون هذه المهمة معقدة بالنسبة لك وتساعدك في زيادة إنتاجيتك. قريباً بدأت بإستخدام برنامج Forest صراحة جداً جميل ويحفزك على إنهاء ما تفعل حتى لا تموت شجرتك =)

قبل قليل تقول أبعد جوالك عنك والآن تقول إستخدم الجوال لحساب الوقت أو الجلسات؟

إذا كنت مدمن على جوالك ولا تستطيع الإبتعاد عنه ولديك طن من التنبيهات في الجوال فيفضل بداية أن تجعله خارج الغرفة، وبعد فترة إذا إعتدت على هذه الطريقة وزاد تركيزك وتحكمك بمحيطك يمكنك عندها إستخدام الجوال لحساب الوقت بشرط طبعاً تفعيل خاصية “عدم الإزعاج” في الجوال أو وضعه على الطيران حتى لا يكون سبب في تشتتك.

لماذا سميت تقنية الطماطم؟

سميت تقنية الطماطم لأن مخترعها كان يستخدم مؤقت المطبخ الذي كان على شكل طماطم كما في الصورة أعلاه، يمكنك البحث في جوجل لمعرفة المزيد ولكن المهم الآن هو البدء في التطبيق وتحسين إنتاجيتك ومدى تركيزك.

إذا إستفدت مما كتبت شارك المقالة مع من تحب

لأي أسئلة أو إستفسارات يمكنك التواصل معي على حسابي في تويتر

للإستزادة عن هذه التقنية:

الموقع الرسمي لتقنية الطماطم

صفحة ويكيبيديا العربية لتقنية الطماطم

أو ابحث في جوجل عن “تقنية الطماطم” أو “Pomodoro Technique”

تجربتي مع الكتب الصوتية واللغة الإنجليزية

على مر التاريخ تطورت طرق المعرفة ونقل العلم، فبعد أن كان التعلم يتم بالممارسة أو بالسماع من المعلمين وصلنا أخيراً للكتابة و الكتب، كانت الكتب في السابق نادرة حيث كانت تنسخ يدوياً واحداً تلو الآخر، ولذلك كانت محصورة على الأثرياء والطبقة المخملية من الناس، ومع إختراع أول آلة لنسخ الكتب حدثت ثورة في المعلومات، حيث أصبح بالإمكان طباعة عدد أكبر من الكتب بتكلفة أقل، ومع دخول عصر الإنترنت وصلنا آخيراً للكتب الإلكترونية، حيث أصبح بإمكان أي شخص تقريباً الحصول على أي كتاب بكبسة زر واحدة. إلا أن نمط الحياة في العصر الحديث وكثرة الملهيات والمشتتات جعل من الصعب على كثير منا إيجاد الوقت للجلوس وقراءة الكتاب، وأصبحنا نشتري الكثير من الكتب نكدس بها المكتبات ولا نجد الوقت لقراءتها.

ولأن التطور هو سنة الحياة، تطورت الكتب ووصلت لما يسمى بالكتب الصوتية، فما هي الكتب الصوتية؟ الكتب الصوتية هي نسخة صوتية مسجلة من الكتاب، تسمعها وكأن شخص آخر يقرأ عليك الكتاب في الوقت الذي لا تستطيع فيه الجلوس والقراءة، عندما تقود السيارة مثلاً أو تمارس الرياضة أو حتى عندما تقوم بتنظيف المنزل أو أي عمل روتيني آخر لا يتطلب منك التركيز الكبير.

تجربتي مع الكتب الصوتية ممتدة لعدة سنوات لا أذكرها على وجه الدقة، إلا أنني إستفدت منها  إستفادة عظيمة في عدد من الجوانب من أهمها تطور لغتي الإنجليزية و حصيلة معلوماتي بالإضافة لتعلمي للكثير من المهارات والتقنيات التي ساعدتني في حياتي.

تجربتي مع الكتب الصوتية واللغة الإنجليزية

كالعديد من الشعب السعودي الشقيق فأنا لم أتلقى تعليمي في مدارس عالمية، لغتي الإنجليزية تعلمتها على أيدي مدرسين سعوديين أو مصريين في أحسن الأحوال، ومهما كان هذا المدرس متميز فحصة واحدة في الأسبوع في مجتمع غالبيته لا يتحدث الإنجليزية لم تكن تكفي، لذلك دخلت دورتين في معهد بيرلتز للغة الإنجليزية ساعدتني نوعاً ما ولكن لم أتطور بما يكفي، عندما سمعت عن برنامج أوديبل (Audible) وهو أحد برامج الكتب الصوتية باللغة الإنجليزية، قررت تجربته وحتى ذلك الحين وإنجليزيتي ليست بتلك القوة، في البداية حقاً وصدقاً لم أكن أفهم الكثير، يعني كنت أستمع للكتاب ولا أستطيع تمييز أغلب الكلمات ولكن كنت طوال وقتي في السيارة أستمع للكتاب، ومع الوقت إستطعت التعود على اللغة وبدأت أميز الكلمات أكثر فأكثر، وفي نفس الوقت لم أكن أتوقف كثيراً عند كل كلمة بل أحاول فهم المعنى العام للكلام، حتى وصلت لمرحلة أفهم الغالبية العظمى للكتاب، جدير بالذكر أنني في ذلك الوقت كنت أدرس إدارة أعمال والمنهج كان بالإنجليزي، لم أدرك حقاً فائدة هذه الكتب حتى وصلت لأمريكا وعند عمل إختبار تحديد المستوى في معهد اللغة تبين أن مهارة السماع لدي جداً عالية على عكس بقية المهارات والتي كانت متفاوتة مما أثار إستغراب اللجنة وعندها تذكرت كم الكتب التي سمعتها من خلال البرنامج وشرحت لهم السبب.

قناعتي الشخصية أن الكتب هي مخازن المعلومات التي لا غنى عنها، قد تقرأ مقالة عن تقنية معينة ترفع إنتاجيتك ولكنك لن تفهما تماماً حتى تقرأ الكتاب التي كتب عنها لتفهم من أين جاءت الفكرة وكيف تطورت وتعرف سياق استخدامها، قد تشاهد فيلماً عن ستيف جوبز مثلاً ولكنك لن تفهم من هو بالضبط حتى تقرأ كتابه وترى الصورة الكاملة أو الأقرب للكمال، هذا التطبيق ساعدني على الإستمتاع بالقراءة وإثرائي بالكثير من المعلومات التي لم أكن لأحصل عليها لولا الله ثم هو. الكثير من الساعات المهدرة في الإنتظار وفي الزحام وفي قضاء المشاوير تحولت لوجبات دسمة من المعلومات والمتعة، في بعض الأحيان كنت أتعمد الإبطاء للوصول للمنزل لإنهاء شابتر أو قصة من كتاب أسمعه، وأحيان أخرى أحاول إيجاد مشاوير إضافية لحماسي لما أسمع. كثير من المهارات التي تعلمتها في حياتي كانت عن طريق سماعي للكتب على هذا التطبيق، قاعدة الخمس ثوان – نظام GTD  والكثير غيرها كلها كانت عن طريق سماعي لهذه الكتب الصوتية. يمكنك زيارة موقع الكتب الصوتية أوديبل http://www.audible.com للتسجيل والاختيار بين هذه  الطريقتين لتنزيل الكتب وسماعها:

الأولى هو شراء الكتاب الذي يعجبك وتنزيله وسماعه عن طريق اللابتوب أو الجوال.

الثانية هي الاشتراك الشهري ويتيح لك عدد معين من الكتب لتنزيلها مجاناً كل شهر بالإضافة لخصم لبقية الكتب على حسب نوعية الاشتراك.

في حال استفدت من التدوينة برجاء مشاركتها مع من تعتقد أنها ستفيده.