بسم الله الرحمن الرحيم
منذ فترة أود الكتابة عن أحد التقنيات التي ساعدتني على رفع إنتاجيتي بشكل عظيم، واليوم حديثي عن تقنية الطماطم أو كما يسميها مبتكرها الإيطالي فرانشيسكو تشيريلو: بومودورو تيكنيك “Pomodoro Technique”.
تقنية الطماطم: هي طريقة تساعدنا على رفع إنتاجيتنا لأقصى درجة ممكنة بتقسيم العمل الذي نقوم به إلى عدة جلسات مركزة يفصل بينها استراحة قصيرة.
نأخذ مثال لتضح الصورة:
لديك واجب جامعي أو مدرسي أو عمل ما تقوم به ولنفرض مثلاً أنه سيأخذ منك ساعتان كاملة في حالة جلست عليه جلسة واحدة كاملة بتركيز كامل، غالباً جلوسك للعمل عليه دفعة واحدة سيكون مرهق جداً عليك خاصة في هذا الزمن ومع كثرة المشتتات ستفقد تركيزك لا محالة، وستتوقف تارة للتأكد من بريدك الإلكتروني وتارة لتفقد تويتر وأخرى لمكالمة جوال إلى آخره… والذي يحدث حقيقة أن الواجب الذي كان من الممكن أن يأخذ ساعتان يتمدد ويأخذ ٥ أو ٦ ساعات مع كثرة التشتيت وعدم التركيز، والأدهى من ذلك أنك في كل مرة ينقطع تركيزك بسبب أحد المشتتات وتعود للتكملة ستحتاج لعدة دقائق ليعود تركيزك، والجودة النهائية للعمل ستكون أقل مما لو إستخدمت هذه التقنية في الغالب.
بالطريقة التي إبتكرها صديقنا فرانشيسكو ستقوم بالتالي، ستأتي بساعة منبه وتقرر أنك ستذاكر لمدة ٢٥ دقيقة بدون أي إنقطاع مع إبعاد كافة المشتتات أهمها الجوال و يفضل وضعه على الصامت خارج الغرفة، وبعد ذلك تأخذ ٥ دقائق راحة تعمل فيها ما تريد مثلا: تذهب للحمام (أكرمكم الله) أو تجري مكالمة بالجوال أو غيرها، ثم تعيد الكرة ثانيةً ٢٥ دقيقة مذاكرة بدون أي إنقطاع و٥ دقائق راحة حتى تنتهي تماماً من الواجب أو العمل الذي بين يديك.
هناك بعض النقاط المهمة لكي تستفيد من هذه التقنية:
- الإلتزام التام بالعمل الذي تقوم به بدون إنقطاع وعندما تتذكر أي شئ يجب أن تقوم به فقط إكتبه على ورقة بجانبك حتى لا تظل تفكر فيه بدلاً من التركيز على ما أمامك من عمل.
- ابعد جوالك عنك او ضعه على الصامت ولا تتفحص إيميلك أو الشبكات الإجتماعية أو أي شيء آخر خلال دقائق العمل ستجد أن تركيز ك على ما تقوم به جداً عالي.
- والآن انتهت الخمس وعشرون دقيقة التي حددتها للعمل ورن جرس المنبه لديك ٥ دقائق إعمل فيها ما تريد سواء فحص البريد الإلكتروني أو الشبكات الإجتماعية أو عمل إتصال أو غيرها مما تعتقد أن عليك القيام به.
- هناك أمر أضافي آخر وهو أن تكون بجانبك ورقة وتسجل فيها عدد الجلسات، يعني مثلاً إذا كان الواجب الذي تعمل عليه أخذ منك ٤ جلسات عمل وجلسة العمل لديك هي ٢٥ دقيقة ستعرف فيما بعد أن مهمة كهذه ستأخذ منك غالبا ساعتان من العمل، أي أنك ستنمي لديك القدرة للتنبئ بالوقت الذي ستسغرقه كل مهمة في المستقبل.
هل يجب أن تكون الجلسة ٢٥ دقيقة والراحة ٥ دقائق؟
بالطبع لا فكل شخص حر في تحديد جلسة العمل وفترة الراحة، بالعادة لكل شخص منا حد معين يستطيع فيه أن يبقى مركزاً قبل أن يتشتت من الممكن أن تكون جلسة العمل ٣٥ أو ٤٥ دقيقة وفترة الراحة ٥ او ١٠ دقائق مثلاً كل هذا يعتمد عليك أنت وعلى قدرتك على التركيز والإنتباه، ولكن عادة ينصح بالبدء بـ٢٥ دقيقة عمل و٥ دقائق راحة وكلما تعودت واستطعت التركيز خلال كامل جلسة العمل (٢٥ دقيقة) يمكن زيادتها إلى ٣٠ ثم ٣٥ ثم ٤٠ وهكذا مع الوقت سترى أن فترة الإنتباه لديك ستزيد مع الوقت، يفضل أيضاً كل ٣ أو ٤ جلسات عمل مثلاً أخذ إستراحة طويلة لمدة ثلث ساعة أو نصف ساعة لإعادة شحن الطاقة لديك لتعود بكامل تركيزك.
هل يجب علي أن أستخدام ساعتي أو جوالي وورقة وقلم لتسجيل الجلسات؟
لا، هناك الكثير من البرامج الموجودة سواء للجوالات أو على الكمبيوتر مصنوعة خصيصاً للعمل بتقينة الطماطم تساعدك على تحديد جلسة العمل وجلسة الراحة وتحسب لك عدد جلساتك لكل عمل تقوم به وبمجرد بحثك عن “Pomodoro Technique” ستظهر لك هذه البرامج، أنا شخصياً ومنذ سنين أستخدم برنامج foucs booster به العديد من المميزات وجداً مريح وسهل في الإستخدام، وفي الأخير لست ملزم عزيزي القاريء بإستخدامه يمكنك البحث واستخدام اي برنامج يناسبك أو يمكنك استخدام جوالك او منبهك الخاص ورصد الجلسات وعددها في ورقة خارجية، المهم أن لا تكون هذه المهمة معقدة بالنسبة لك وتساعدك في زيادة إنتاجيتك. قريباً بدأت بإستخدام برنامج Forest صراحة جداً جميل ويحفزك على إنهاء ما تفعل حتى لا تموت شجرتك =)
قبل قليل تقول أبعد جوالك عنك والآن تقول إستخدم الجوال لحساب الوقت أو الجلسات؟
إذا كنت مدمن على جوالك ولا تستطيع الإبتعاد عنه ولديك طن من التنبيهات في الجوال فيفضل بداية أن تجعله خارج الغرفة، وبعد فترة إذا إعتدت على هذه الطريقة وزاد تركيزك وتحكمك بمحيطك يمكنك عندها إستخدام الجوال لحساب الوقت بشرط طبعاً تفعيل خاصية “عدم الإزعاج” في الجوال أو وضعه على الطيران حتى لا يكون سبب في تشتتك.
لماذا سميت تقنية الطماطم؟
سميت تقنية الطماطم لأن مخترعها كان يستخدم مؤقت المطبخ الذي كان على شكل طماطم كما في الصورة أعلاه، يمكنك البحث في جوجل لمعرفة المزيد ولكن المهم الآن هو البدء في التطبيق وتحسين إنتاجيتك ومدى تركيزك.
إذا إستفدت مما كتبت شارك المقالة مع من تحب
لأي أسئلة أو إستفسارات يمكنك التواصل معي على حسابي في تويتر
للإستزادة عن هذه التقنية:
صفحة ويكيبيديا العربية لتقنية الطماطم
أو ابحث في جوجل عن “تقنية الطماطم” أو “Pomodoro Technique”