تجربتي مع الكتب الصوتية واللغة الإنجليزية

على مر التاريخ تطورت طرق المعرفة ونقل العلم، فبعد أن كان التعلم يتم بالممارسة أو بالسماع من المعلمين وصلنا أخيراً للكتابة و الكتب، كانت الكتب في السابق نادرة حيث كانت تنسخ يدوياً واحداً تلو الآخر، ولذلك كانت محصورة على الأثرياء والطبقة المخملية من الناس، ومع إختراع أول آلة لنسخ الكتب حدثت ثورة في المعلومات، حيث أصبح بالإمكان طباعة عدد أكبر من الكتب بتكلفة أقل، ومع دخول عصر الإنترنت وصلنا آخيراً للكتب الإلكترونية، حيث أصبح بإمكان أي شخص تقريباً الحصول على أي كتاب بكبسة زر واحدة. إلا أن نمط الحياة في العصر الحديث وكثرة الملهيات والمشتتات جعل من الصعب على كثير منا إيجاد الوقت للجلوس وقراءة الكتاب، وأصبحنا نشتري الكثير من الكتب نكدس بها المكتبات ولا نجد الوقت لقراءتها.

ولأن التطور هو سنة الحياة، تطورت الكتب ووصلت لما يسمى بالكتب الصوتية، فما هي الكتب الصوتية؟ الكتب الصوتية هي نسخة صوتية مسجلة من الكتاب، تسمعها وكأن شخص آخر يقرأ عليك الكتاب في الوقت الذي لا تستطيع فيه الجلوس والقراءة، عندما تقود السيارة مثلاً أو تمارس الرياضة أو حتى عندما تقوم بتنظيف المنزل أو أي عمل روتيني آخر لا يتطلب منك التركيز الكبير.

تجربتي مع الكتب الصوتية ممتدة لعدة سنوات لا أذكرها على وجه الدقة، إلا أنني إستفدت منها  إستفادة عظيمة في عدد من الجوانب من أهمها تطور لغتي الإنجليزية و حصيلة معلوماتي بالإضافة لتعلمي للكثير من المهارات والتقنيات التي ساعدتني في حياتي.

تجربتي مع الكتب الصوتية واللغة الإنجليزية

كالعديد من الشعب السعودي الشقيق فأنا لم أتلقى تعليمي في مدارس عالمية، لغتي الإنجليزية تعلمتها على أيدي مدرسين سعوديين أو مصريين في أحسن الأحوال، ومهما كان هذا المدرس متميز فحصة واحدة في الأسبوع في مجتمع غالبيته لا يتحدث الإنجليزية لم تكن تكفي، لذلك دخلت دورتين في معهد بيرلتز للغة الإنجليزية ساعدتني نوعاً ما ولكن لم أتطور بما يكفي، عندما سمعت عن برنامج أوديبل (Audible) وهو أحد برامج الكتب الصوتية باللغة الإنجليزية، قررت تجربته وحتى ذلك الحين وإنجليزيتي ليست بتلك القوة، في البداية حقاً وصدقاً لم أكن أفهم الكثير، يعني كنت أستمع للكتاب ولا أستطيع تمييز أغلب الكلمات ولكن كنت طوال وقتي في السيارة أستمع للكتاب، ومع الوقت إستطعت التعود على اللغة وبدأت أميز الكلمات أكثر فأكثر، وفي نفس الوقت لم أكن أتوقف كثيراً عند كل كلمة بل أحاول فهم المعنى العام للكلام، حتى وصلت لمرحلة أفهم الغالبية العظمى للكتاب، جدير بالذكر أنني في ذلك الوقت كنت أدرس إدارة أعمال والمنهج كان بالإنجليزي، لم أدرك حقاً فائدة هذه الكتب حتى وصلت لأمريكا وعند عمل إختبار تحديد المستوى في معهد اللغة تبين أن مهارة السماع لدي جداً عالية على عكس بقية المهارات والتي كانت متفاوتة مما أثار إستغراب اللجنة وعندها تذكرت كم الكتب التي سمعتها من خلال البرنامج وشرحت لهم السبب.

قناعتي الشخصية أن الكتب هي مخازن المعلومات التي لا غنى عنها، قد تقرأ مقالة عن تقنية معينة ترفع إنتاجيتك ولكنك لن تفهما تماماً حتى تقرأ الكتاب التي كتب عنها لتفهم من أين جاءت الفكرة وكيف تطورت وتعرف سياق استخدامها، قد تشاهد فيلماً عن ستيف جوبز مثلاً ولكنك لن تفهم من هو بالضبط حتى تقرأ كتابه وترى الصورة الكاملة أو الأقرب للكمال، هذا التطبيق ساعدني على الإستمتاع بالقراءة وإثرائي بالكثير من المعلومات التي لم أكن لأحصل عليها لولا الله ثم هو. الكثير من الساعات المهدرة في الإنتظار وفي الزحام وفي قضاء المشاوير تحولت لوجبات دسمة من المعلومات والمتعة، في بعض الأحيان كنت أتعمد الإبطاء للوصول للمنزل لإنهاء شابتر أو قصة من كتاب أسمعه، وأحيان أخرى أحاول إيجاد مشاوير إضافية لحماسي لما أسمع. كثير من المهارات التي تعلمتها في حياتي كانت عن طريق سماعي للكتب على هذا التطبيق، قاعدة الخمس ثوان – نظام GTD  والكثير غيرها كلها كانت عن طريق سماعي لهذه الكتب الصوتية. يمكنك زيارة موقع الكتب الصوتية أوديبل http://www.audible.com للتسجيل والاختيار بين هذه  الطريقتين لتنزيل الكتب وسماعها:

الأولى هو شراء الكتاب الذي يعجبك وتنزيله وسماعه عن طريق اللابتوب أو الجوال.

الثانية هي الاشتراك الشهري ويتيح لك عدد معين من الكتب لتنزيلها مجاناً كل شهر بالإضافة لخصم لبقية الكتب على حسب نوعية الاشتراك.

في حال استفدت من التدوينة برجاء مشاركتها مع من تعتقد أنها ستفيده.